تطبيق القرآن تدبر وعمل – لا غنى عنه في الورد اليومي

تتنوع التطبيقات الدينية وتتزايد باستمرار وهو أمر محمود -لا شك- ولكن تطبيق القرآن تدبر وعمل يعتبر أحد أهم هذه التطبيقات كافة، إذ يساعدك على تحقيق الهدف الأسمى من تلاوة القرآن الكريم وهو التدبر.

قال الله تعالى:

“أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها”

سورة محمد: 24

القرآن تدبر وعمل

هل فكرت ذات مرة أن المصحف الذي يزين مكتبتك، ذلك الكتاب العظيم الذي قد لا نعطيه حقه هو الكتاب ذاته الذي أنشأ الجيل الأول من المسلمين، أنشأ أبوا بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وجليبيب وسعيد وابن عوف ومصعب (رضوان الله عليهم جميعًا) فلماذا لم يفعل فيك ما فعله بهؤلاء العظام؟!

الأمر يحتاج إلى وقفة فعلية مع النفس، نحن جميعًا نعلم -إنسًا وجنًّا- أن هذا القرىن محفوظ لم يطرأ عليه تغيير أو تحريف أو تبديل فهو كلام الله الذي وصل لينا بمنتهى الأمانة في النقل وحتى الآن ضمن الله سبحانه وتكفل بحفظه حتى يرفع في آخر الزمان. فلماذا لا يؤثر فينا؟!

كلمة السر ..التدبر

إن من سبقونا للإيمان ومن سبقونا في جنان الرحمن بل الفردوس الأعلى لم يسبقونا بكثير صلاة أو ذكر بل بالصدق وسلامة القلب. لنجعل الأمر أكثر سهولة، فأين نحن من المهاجرين والأنصار الذين رضي الله عنهم بنص القرآن؟!

أين نحن من السلف الصالح من الأئمة الأربعة والليث بن سعد وابن القيم والثوري؟ إنه القرآن. تدبر هؤلاء القرآن وكلما تعمقوا وسبحوا في معانيه وتثويرها، أفاض عليهم القرآن بركات ويقينًا وثباتًا. ألك ورد يومي؟! حسنًا فأنت تحتاج إلى أن تنتقل من مرحلة التلاوة إلى التدبر، ولا أعني أنك تأتي بأمهات كتب السلف لتدبر الآيات إنه لأمر شاق بالطبع وقد لا يفضي للاستمرار أيضًا!

تدبر القرآن الكريم هو عملية فهم معاني القرآن والتفكر فيها، وليس مجرد القراءة أو التلاوة الصوتية فقط. يعد التدبر من أعظم القربات التي يتقرب بها المسلم إلى الله، فهو يتيح له فهم الرسالة الإلهية والاستفادة منها في حياته اليومية، ويقوي العلاقة بين العبد وربه من خلال الفهم العميق لمعاني الآيات وأهدافها.

أهمية تدبر القرآن تكمن أولاً في تقوية الإيمان والروحانية. عندما يتفكر المسلم في المعاني القرآنية، تتضح له حكمة الله في خلق الكون، وتتعزز ثقته بقدرته ورحمته، ويزداد يقينه بأن الحياة مليئة بالدروس والعبر التي يمكن استلهامها من كلام الله. كما أن التدبر يحمي المسلم من الانزلاق في فهم خاطئ للنصوص، ويعطيه القدرة على التمييز بين الحق والباطل في حياته اليومية.

ثانيًا، التدبر يُسهم في تطبيق القيم الإسلامية عمليًا. فالقرآن ليس مجرد كلام يُتلى، بل هو منهج حياة متكامل، يعلم الصبر، الصدق، الأمانة، والعدل. عند تدبر الآيات، يدرك المسلم كيف يمكن تطبيق التعاليم القرآنية في حياته الشخصية والاجتماعية والمهنية، ويصبح قادرًا على اتخاذ قرارات مستنيرة وفق المبادئ الإسلامية. كما يساعد التدبر على معالجة المشكلات اليومية باستخدام الحكمة المستمدة من القرآن، ويعزز القدرة على التعامل مع الآخرين بالرحمة والعدل.

ثالثًا، للتدبر دور مهم في تنمية العقل والفكر. التفكير العميق في آيات القرآن يحفز المسلم على التفكير النقدي والتحليلي، ويزيد من قدرته على الربط بين المعاني القرآنية والواقع المعاصر. كما أنه يوسع المدارك ويعزز الفهم العميق للغة العربية والبلاغة القرآنية، ما يجعل القارئ أكثر قدرة على نقل المعرفة للآخرين، وتفسير الآيات للجيل الجديد بأسلوب واضح ومؤثر.

باختصار، تدبر القرآن الكريم ضرورة أساسية لكل مسلم يسعى إلى فهم دينه بعمق، والارتقاء بروحه وأخلاقه، وتطبيق تعاليم الإسلام في حياته اليومية. إنه وسيلة لتعزيز الإيمان، تنمية الفكر، واكتساب الحكمة العملية التي تساعد على مواجهة تحديات الحياة. بالتالي، يصبح القرآن رفيقًا حقيقيًا في كل مرحلة من مراحل حياة المسلم، لا مجرد كتاب يُتلى، بل دليل شامل للحياة والنجاح الروحي والدنيوي.

اقرأ أيضًا: تطبيق غريب لمعاني القرآن الكريم – سبيلك لفهم الآيات بسهولة

تطبيق القرآن تدبر وعمل

إن التكنولوجيا سهلت علينا كل شيء فقد أصبحت المعرفة وتلقي العلم متاحين باستمرار. فما بالك بتطبيق يرافقك في جوالك يوميًا، حين تقرأ وردك تتعرف على تدبر كل آية بأيسر الكلمات، فالتدبر لا يعني التفسير بل إنه الحضور الإيماني في الآيات لا يلزم أن تكون عالمًا بالقرآن لتتدبر، يكفيك قلب حاضر وذهن صاف ونية صادقة.

مميزات تطبيق القرآن تدبر وعمل

إنه ليس بتطبيق معتاد، بل هو منهاج متكامل موضوع بدقة وفق منهج أهل السنة والجماعة. وهو مقسم إلى 604 وحدة أي بعدد صفحات المصحف الشريف، كل وحدة وجه -أي صفحة- حسب طبعة مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة.

مقسم إلى أربع فقرات رئيسة

الوقفات التدبرية:

وهي وقفات تعني بمقاصد الآيات مستخرجة من 16 كتاًا من أمهات كتب السلف، كل معلومة مذيلة بمرجعها من هذه الكتب. الوقفات التدبرية مزودة بأشئلة لاختبار الاستيعاب والتركيز.

جدول المعاني

جدول منظم يضم أهم المعاني التي قد تستشكل على القارئ وكذلك كلمات غريب القرآن وهي كلمات قد لا يعرفها الكثير أو قد تحمل معانٍ أخرى ومن ثم قد تسبب تغييرًا في المعنى إذا لم تفهم بشكل صحيح.

العمل بالآيات

إنه بمثابة مقترحات للمستخدم بتطبيق ما قرأ وتدبر فيقترح التطبيق عليك أعمالًا مستنبطة من آيات الوجه.

التوجيهات

يذكر 3 توجيهات مستنبطة من الآيات وكل توجيه مكتوب مدعوم بالآية التي تدل عليه.

يمكنك تحميل التطبيق من App Store من هنا